الاثنين، 30 ديسمبر 2013

علوم الحديث ( المحاضرة الثانية عشرة )


                         


 الحديث المرسل، ما هو؟
الإرسال عند العلماء على معنيين، المعنى الأولى الذي استقر عند علماء الحديث علماء المصطلح،
 وهو ما قال فيه التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
التابعي يسقط الصحابي فقط، يسقط صحابيا وغيره

( لو أمنا بذلك بعض طلاب العلم يعرف المرسل بهذا المعنى، فيقول: ما سقط منه الصحابي، هذا خطأ يا إخوة، لأنني لو أمنت الصحابي فقط هو الساقط، فالحديث صحيح ولا يوضع من الأحاديث الضعيفة المردودة، لأن الصحابة كلهم عدول،)

أكثر العلماء المحققين على أن المرسل من أقسام الحديث الضعيف المردود.

إذن فتعريف ما سقط منه الصحابي ليس صوابا البتة، لماذا؟ هل ممكن التابعي يروي عن تابعي؟ نعم نعم، عندنا تابعي يروي عن تابعي،

والمرسل على المعنى الثاني وهو الأكثر عند علماء الرواية على الإطلاق، هو المنقطع عموما، المرسل هو المنقطع عموما.
سواء كان من أول الإسناد من آخر الإسناد، من وسط الإسناد، سواء كان تواليًا غير توالٍ، متتابع غير متتابع، السقط الوارد.. كله يسمى مرسلا،

إذن هو كل انقطاع، وهذا المعنى هو الأشهر عند علماء الرواية، والذي استقر عندنا عليه التعريف المرسل

مسألة المرسل الصحابي، عندنا مسألة صحابي صغير أو صحابي لم يدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو صحابي أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكنه ذكر واقعة كان فيها في رحم أمه، أو كان فيها صغيرا جدا، يعني عمره سنة أو سنتين، فنقطع بالقطع واليقين أنه أخذها ممن؟ من صحابي آخر.

فمرسل الصحابي حجة ولا ليس بحجة؟ حجة، انتبهوا لا تقول هذا من ضمن المرسل وهو من أقسام الحديث
الضعيف، لا، العلماء خصوا مرسل الصحابي، فقالوا مرسل الصحابي حجة، لماذا؟ لأن غالب الصحابة الصغار الذين أخذوا الحديث إنما أخذوه عن الصحابة الكبار، وأنهم كانوا يأخذ الصحابة بعضهم عن بعض.


المنقطع، النوع الثالث من السقط الجلي، المنقطع.
المنقطع  تلاحظون أنه هنا نوع من الأنواع، قسيم المعلق والمرسل والمعضل، قسيمها، لكن الحق أن المنقطع يشمل الجميع.
ولا داعي لأن يكون له فن أو قسم خاص لأن المنقطع الحق أن كل هذه نسميها أسانيد منقطعة، فكلها المعلق منقطع، المرسل منقطع، والمعضل منقطع، والمدلس منقطع، هذه المشكلة في كل ما يتعلق بالسقط أنه لم يسمع التلميذ من شيخه مباشرة، هذا هو، فالحق أن المنقطع عام يشمل كل هذه الأنواع وكل هذه الأصناف، وأنها كلها متضمنة فيه.


ما هو المعضل؟
هو أن يسقط راويان أو أكثر من السند على سبيل التوالي، راويان متتابعان يسقطان من الإسناد
قد يتداخل مع المعلق لأن المعلق إما أن يسقط راوي أو أن يسقط اثنان أو ثلاثة أو هلم جرا، فقد يدخل، لكن المعضل هو ما سقط منه راويان أو أكثر على سبيل التوالي

إذن لاحظوا يا إخوة حتى الإسناد المنقطع أو الذي فيه انقطاع كله على مرتبة واحدة في الضعف، كله مردود، لكن على مرتبة واحدة؟ لا، الذي سقط منه راويان ضعفه شديد، صح أم لا؟ ليس كالذي سقط منه راوٍ واحد، والذي سقط منه ثلاثة ليس كالذي سقط منه راوٍ أو راويان، صح أم لا؟ إذن أيضًا هي على درجات، مراتب، هذا الانقطاع كلما كثر الانقطاع كثر الضعف

ملاحظه :
هل المرسل الآن كالمعضل أو كالمنقطع، لا، لأنه هناك الطبقة التي سقط منها الراوي طبقة يغلب على أهلها الديانة والصلاح، وهم الصحابة رضي الله عنهم
بعض العلماء قبل مرسل التابعي الكبير، هو التابعي الذي أدرك الصحابة، وروى عامة أحاديثه عن الصحابة، كمن مرسله صحيح يعتبر، سعيد بن المسيب، من أصح المراسيل، لذلك كان يقول العلماء مراسيل سعيد صحيحة، ومراسيل الحسن البصري شبه الرحيل، ما طعن في الحسن البصري إطلاقا، إمام، وذاك إمام، لكن الحسن البصري كان صغيرا من صغار التابعين،

ما الفرق بين السقط الخفي والسقط الجلي؟
السقط الجلي أي أن السقط ظاهر في الإسناد، السقط الخفي يحتاج إلى تفتيش وإلى بحث وإلى نظر حتى يتبين أن هناك راوي ساقط،




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق