الخميس، 2 يناير 2014

الثالث عشر ( مصطلح الحديث ) 👇👇



وتكلمنا في الانقطاع الجلي عن المعلق والمرسل والمنقطع، مراجعة سريعة جدًّا حتى ننطلق، ولعل الله -عز وجل- أن يبارك لنا في وقتنا، وأن ننتهي منها كلها بإذن الله -عز وجل-، فالمعلق، ما هو المعلق؟
{المعلق: ما حذف من مبتدئ سنده راو أو أكثر على سبيل التوالي من غير الإيهام }

وذكرنا أن أبرز ما تكون المعلقات في صحيح الإمام البخاري،
وأن المعلقات تكلم العلماء في الحكم عليها، وتكلمنا هذا، وتكلمنا كلام الحافظ ابن حجر، وأن المعلقات تنقسم إلى بصيغة الجزم، وبصيغة التمريض، غير الجزم، تضعيف،

وما كان بصيغة الجزم فهو صحيح إلى من علقه عليه، ثم ما ظهر من الإسناد فهذا حاله، ادرسه أنت، فكأن الإمام البخاري لما علق الحديث إلى راو أظهره في الإسناد، يقول لك: كأنني أنا أضمن الحديث إلى ذلك الراوي الذي أظهرت في الإسناد، بعد هذا من هذا الراوي إلى الحبيب النبي -صلوات ربي وسلامه عليه- هذا شأنك ادرسه أنت، فإذن: ما كان بصيغة الجزم فهو صحيح إلى من علقه عليه،


وما كان بصيغة التمريض: لا، فهذا قد يكون منه الصحيح ومنه الضعيف، ومنه الحسن، فهذا كل حديث يدرس بحسبه.
هذا ما يتعلق بالمعلقات،
ثم المرسل، المرسل من يعرف؟
{المرسل ... عن النبي -صلى الله عليه وسلم-}.
نعم، لاحظوا المعلق من مبتدئ الإسناد،
 المرسل من منتهى الإسناد، كأنه يقابله،
المعلق من مبتدئ الإسناد،
 المرسل من منتهى الإسناد، وهو ما قال فيه التابعي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،

إذن نعرف المرسل ونقول: ما سقط منه الصحابي؟ صواب هذا أم لا؟ هذا خطأ، ليس بصواب، لماذا؟ لأنه لو أمنا وضمنا أن الساقط فقط هو الصحابي، فالصحابة كلهم ثقات عدول، فإذن جهالة الصحابي أو سقوطه من السند لا يضر، وعلى هذا سيكون المرسل من أقسام الحديث الصحيح المحتج به، والحق أن المرسل من أقسام الحديث الضعيف.
إذن: المرسل هو ما قال فيه التابعي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذن كأنني أريد أن أقول: لم العلماء جعلوه من أقسام الحديث الضعيف؟ لأنه ليس الخوف أن يسقط صحابيّ الخوف أن يسقط من الصحابي تابعي آخر، فهذا الذي نخشاه، وقلنا أنه ورد أن بعض التابعين يروي بعضهم عن بعض، وهذا موجود، وهذا مشهور.
إذن: المرسل هو ما قال فيه التابعي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذن: السقط في منتهى الإسناد، والمعلق السقط في أول الإسناد.

المنقطع، قلنا إن المنقطع عند علماء الرواية، علماء أهل الرواية، أن المنقطع هو نوع يشمل كل هذه كل السقط يسمى انقطاع، كل السقط سواءً كان سقطا جليًّا أم خفيًّا أم كان معلقًا، مرسلاً، منقطعًا، معضلاً، مرسل خفي، مدلس، كل هذه تسمى منقطعة، فهو إذن نوع كبير عظيم، وليس هو قسيم، هنا المنقطع قسيم المعلق والمرسل والمعضل، هو قسم من هذه الأقسام ضمن السقط الجلي، لكنه عند علماء الرواية، لا، المنقطع هو نوع عام كل ما لم يتحمله الراوي عن شيخه، وجود سقط في الإسناد ما لم يتحمله راوٍ عن شيخه فيسمى منقطعًا.


علماء المصطلح عرفوا المنقطع، لاحظوا التعريف، لما عرفوا المنقطع أخرجوا كل القيود،
فقالوا: هو كل سقط في إسناد بشرط،
 ألا يكون من أول السند، يخرج به المعلق،
وألا يكون من آخر السند، يخرج به المرسل،
وألا يكون السقط متتابعًا متواليًا، يخرج به المعضل،
ما الفائدة من هذا كله؟ تستثني كل الأمور،
ولا يكون على سبيل الإيهام، ليخرج به المدلس، فإذن استثنى الجملة، كأنهم يقولوا كل الأحاديث التي هي من ضمن المنقطعة سنستثنيها ، لا حاجة لهذا، وليس صنيع علماء الرواية على هذا، المنقطع هو إذن هو قسم يشمل جميع السقط أنواع علم الحديث التي هي بسبب المردود..
حديث راو مردود بسبب السقط في الإسناد، وليس هو قسيمًا لبعضها، أو قسيمًا لها.

المعضل ما هو؟

المعضل : ما سقط من إسناده اثنان أو أكثر في موضع واحد على سبيل التوالي ( التتابع ) سواءً كان في أول السند أو وسطه أو منتهاه .
لماذا سمي معضلاً؟
لاحظوا الكلمة، يعني مشكلة، الإعضال إشكال،
نقول إن هذا أمر معضل، يعني فيه مشكلة .

الآن نرجع من أول السند عندنا الحديث المعلق الذي يسقط منه راوٍ أو أكثر من أو السند،
وعندنا المرسل من آخر السند،

ما الفرق بين المعلق وبين المعضل؟ انتبهوا الآن.
الفرق الأول: أن المعلق لا يكون إلا في مبتدئ الإسناد، اما المعضل يكون في الاول وفي الوسط أو الآخر .

الفرق الثاني: المعلق يسقط منه راوٍ أو أكثر، المعضل لا بد من راويين فأكثر، راوٍ لا ينفع، وضحت الفروق؟
إذن: الفرق الأول: أن المعضل يكون في أول الإسناد ووسطه ومنتهاه، أما المعلق فلا يكون إلا في أول الإسناد.

الفرق الثاني: أن المعلق يكون بسقط راوٍ فأكثر، المعضل لابد من راويين، يعني كأنني أريد أن أقول: أن بعض المعلقات معضلة من الحديث المعضل .
الآن السقط الجلي: هو يشمل الحديث المعلق، والحديث المرسل، والحديث المعضل، والمنقطع هو نوع عام يشمل كل هذه الأنواع سواءً كان السقط جليًّا أم خفيًّا.

ننتقل إلى النقطة التي تليها، قلنا: المردود بسبب السقط في الإسناد ينقسم إلى قسمين: سقط جلي، وسقط خفي،
تكلمنا عن السقط الجلي بما يسر الله،

ما الفرق بين الجلي والخفي يا إخوة؟ لم قلنا سقط جلي وسقط خفي؟
السقط الجلي واضح، لا يحتاج إلى عالم، يعني طالب علم أبدًا ما فيه مجال للمعاصرة، إذن الآن أريد أن أصل إلى مسألة، انتبهوا معي غاية الانتباه في هذا التقسيم؛ لأن هذا التقسيم ينبني عليه المدلس والمرسل وأنواعه إلى آخره.

فيه عندي معاصرة، فيه عندي لقاء، فيه عندي سماع، أخصها ما هو؟ السماع،
 السماع لابد من معاصرة ولقاء،
اللقاء لابد من معاصرة ولا يشترط السماع، ممكن أسمع، وممكن لا أسمع، لكن لابد من معاصرة،
والمعاصرة هي العامة، قد أعاصر ولا ألتقي ولا أسمع

الآن السقط الجلي إذا لم تكن هناك معاصرة، يعني الآن لما ندخل المرسل الخفي وما تعريفه، والمدلس وأنواع سيشكل كثير، هذا صدقوني يلخص الأمور كل أنواع الانقطاع بسهولة ويسر.

لذلك أقول لكم ابنوا أموركم على الفهم، لا تحفظوا، افهم واستوعب، وعبر كما شئت، حينها يسهل عليك أن تبلغ المعلومة، توصل المعلومة للطلاب، لكن إذا حفظت صعب.

فالمهم الآن إذا ما فيه معاصرة أبدًا هنا راوٍ توفي سنة مائة وعشرين، وراوٍ ولد سنة مائة وثلاثين، فيه مجال للمعاصرة؟ أبدًا، هذا سقط جلي،
( إذا انتفت المعاصرة صار السقط جليًّا واضحًا )
لا يحتاج كثيرًا، من التاريخ تبين تميز، راوٍ سنة وفاته مائة وعشرة، وراوٍ سنة وفاته مائتان وخمسين، هل معقول عمر راوٍ مائة وأربعين سنة؟ لم ينقل هذا إلا على قلة جدًّا جدًّا جدًّا، وما أذكر، أنا أقصى ما أذكر مائة وعشرين سنة من الرواة، من المعمرين، القصد.

السقط الجلي هو قلنا ما انتفت فيه المعاصرة،
بقيت عندنا الآن فيه معاصرة،
وفيه أرقى من هذا لقاء،
وفيه أرقى من هذا سماع، هذا هو السقط الخفي،
معاصرة ممكنة، لكن هل التقيت، ما التقيت، لا هذه تحتاج عالم، أو طالب علم قوي جدًّا، يميز، ونحن في زمننا لا نستطيع، لابد أن نعتمد على تصريح العلماء، لأنه ما عاصرناهم ولا ندري

إذن الآن: السقط الجلي المعاصرة منتفية، وطبعًا تلقائيًّا يا إخوتي لما أقول المعاصرة منتفية، تلقائيًّا اللقاء منتفٍ والسماع منتفٍ بديهيًّا.

إذن الآن: في السقط الخفي المعاصرة موجودة،


السقط الخفي نوعين: المدلس، والمرسل الخفي،

ما الفرق بين المدلس والمرسل الخفي؟ سؤال يسأل عنه كثير من الطلاب، ومغلق يعتبروه أنه مغلق، ومسألة صعبة جدًّا، بهذا التقسيم يسهل طبعًا، وبعد ذلك سأبين لكم أريحكم أكثر وأكثر.

نبدأ بالمرسل،
المرسل الخفي فيه معاصرة لكن ما فيه لقاء، لا لقاء، المرسل الخفي فيه معاصرة لكن ليس فيه لقاء،
أما المدلس ففيه لقاء، لكن إما لقاء فقط، يعني قصدي لقاء من غير سماع، إذن الآن نعيدها نقطة نقطة: المرسل الخفي فيه معاصرة لكن ليس فيه لقاء، لما أقول يا إخوتي ليس فيه لقاء تلقائيًّا أقول ليس فيه سماع بديهي.

إذن: المرسل الخفي فيه معاصرة ليس فيه لقاء،
السقط الجلي لا معاصرة، إذن الآن السقط الجلي أخرجناه ما فيه معاصرة .

 المدلس ممكن لقيتك، طبعًا تلقائيًّا إذا لقيتك معناها عاصرتك .

المدلس أغوص من المرسل الخفي وأعمق؛ لأن المرسل الخفي فيه معاصرة لكن ما فيه لقاء، هنا لا، فيه معاصرة وفيه لقاء، لكن لم أسمع منك، أو، أو، أو، لقيتك وسمعت منك بعض الأحاديث، وبعض الأحاديث ما سمعتها، سمعت منك خمسة ورويت عنك عشرة.

من التدليس عندنا تدليس الإسقاط، ما هو تدليس الإسقاط؟
 يعرفه العلماء: أن يروي المحدث -اربط معي- معاصرة ثابتة، لكن لقاء ثابت، لكن قد يكون ما فيه سماع، أو لقاء وفيه سماع، لكن زد عليك، زد عشرة أحاديث رويتها عنك، هو أن يروي المحدث عمن لقيه وسمعه ما لم يسمع منه موهمًا أنه سمعه منه، يعني بصيغة تحتمل السماع،

هذا تدليس الإسقاط، وهذا أكثر أنواع التدليس انتشارًا وشهرة.

النوع الثاني: تدليس التسوية، وهذا شر أنواع التدليس،
ما معنى تسوية ؟

الآن أعيد لنوضح: دعنا من شيخ شيخي بعيدة، تلميذ وشيخ، وشيخ الشيخ، أنا تلميذ شيخي ضعيف، وشيخ شيخي ثقة، وأنا ثقة، وشيخي ضعيف وأنا فيه إمكانية معاصرة بيني وبين شيخ شيخي، شيخي طبعًا لقيته، لكن فيه إمكانية معاصرة بيني وبين شيخ شيخي، تلميذ، شيخ، شيخ الشيخ، الشيخ ضعيف، وأنا ثقة، وشيخ شيخي ثقة، وفيه مجال أن أعاصر شيخ شيخي، لكني أنا أخذت هذا الإسناد عن الشيخ وهذا الصحيح فأسقط الشيخ، فأقول: رامز عن فلان، عن شيخ شيخي، وأسقط شيخي الضعيف، لكي أجمل الإسناد، يكون الإسناد في نظرك، فيه شروط الصحة، الاتصال موجود لأن إمكانية اللقاء موجودة، وإمكانية المعاصرة موجودة، ثم الإسناد كله عدالة والرواة عدول ثقات، عدول ضباط، فهذا شر أنواع التدليس، نسميه تدليس تسوية .

التدليس النوع الآخر وهو نسميه تدليس القطع،

النوع الذي يليه: تدليس العطف،
ما العطف؟ أنت سمعت مني، لكنك تروي عني وعن شيخ آخر، الشيخ الثاني لم تسمع منه، الآن نفرض مثال، أنت سمعت مني "رامز" وفيه واحد آخر اسمه محمد بن "منصور" لم تسمع منه، فتقول: حدثني "رامز" تسكت قليلاً، و"محمد بن منصور" عن فلان، هنا تقول كيف الصيغة هنا؟ تقول حدثني "رامز" ثم تسكت قليلاً، و"محمد بن منصور" ويضمر في نفسه هذه "ولم أسمع منه"، عن فلان، خلاص لماذا؟ اسمع القصة هذه؟ هذه وقعت مع هشيم، وهذا مدلس مكثر من التدليس جدًّا، يعني كانوا تلاميذ هشيم ثقة حجة، لكنه مدلس، يحب التدليس.

التدليس الأخير: تدليس الشيوخ، تدليس الشيوخ ما هو؟ أن يروي عن شيخ حديث سمعه منه، فيسميه أو يكنيه بغير كنيته،

مثال     ابو سعيد ( الكلبي )   ليوهم  بانه ابو سعيد الخدري

 كل هذه الأنواع تأتي تعرف لي تعريفًا مانعًا جامعًا يجمعها كلها لن تجد، إلا أن تقول: أن تتصف جميعًا بالإيهام، كلهم يسعى إلى الإيهام.

حكم الحديث المدلس، الحديث المدلس من أقسام الحديث الضعيف، إلا إذا صرَّح المدلس بالسماع، فقال: سمعت فنقبل، ويعتبر الحديث صحيحًا، إلا تدليس التسوية، مثل بقية، الذي يسقط أي ضعيف في الإسناد ولو تباعد، هذا نشترط تصريحه بالسماع في كل طبقة من طبقات الإسناد، كل تلميذ عن شيخه يقول حدثنا حدثنا، لابد لا نقبل خلاف هذا في هذا الحال،

طبعًا وصلنا في كتب التدليس كثير، من أبرزها ومن أشهرها كتاب "طبقات المدلسين" للحافظ ابن حجر العسقلاني،
قسم المدلسين إلى خمس طبقات،
أول طبقتين يقبل حديثهم ولو لم يصرحوا بالسماع لقلة تدليسهم وندرته وكونهم لا يدلسون إلا عن ثقة، تتبع العلماء أحاديثهم ووجدوا أنهم لا يدلسون إلا عن ثقة، وتدليسهم قليل نادر ثم هم أئمة مشهورون كسفيان بن عيينة وسفيان الثوري، هؤلاء مدلسون لأنهم مشهورون،
لكن العلماء قبلوا تدليسهم، فلو قال عن تحمل على الاتصال والسماع لقلة تدليسهم وندرته وكونهم لا يدلسون إلا عن ثقة وإمامتهم في العلم، لأنه لن يجرؤوا أن يكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يستجيزوا قطعًا الكذب على رسول الله، عبارة لا تجد في مثل هؤلاء الجبال... لم يستجيزوا قطعًا أن يفكروا بأن يكذبوا على رسول الله، فضلاً أن يفكروا أن يوهموا ويدلسوا على عباد الله حديثًا فيه الضعيف وهو ليس كذلك، فهؤلاء الأول مرتبة وثاني مرتبة من المدلسين يقبل حديثهم ولو لم يصرحوا للسماع .
المرتبة الثالثة والرابعة: لا يقبل حديثهم إلا إذا صرحوا بالسماع لأن هنا مدلس لا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالسماع.

المرتبة الأخيرة: لا يقبل حديثهم مطلقًا ولو صرحوا بالسماع، لأنه مع تدليسهم ضعفاء، فهو أصلاً
لو أمنا تدليسه بقي أنه ضعيف، بقي أن هذا الراوي ضعيف.

إذن هذا ما يتعلق بالتدليس على عجل، قلنا من الكتب
طبقات المدلسين، الحافظ ابن حجر في كتاب ماتع جدًّا نافع، اسمه "التدليس في الحديث" للدكتور "مسفر الدميني" حقيقة كتاب جيد، جمع واستوعب وحقق ونقح .

المرسل الخفي الآن ما تعريفه؟
أن أروي عن راوٍ عاصرته ولكن لم ألقه ولم أسمع منه بصيغة توهم السماع.

إذن: المرسل الخفي: هو فيه معاصرة، ولا فيه لقاء ولا سماع، أفيدكم معلومة، هذه لله -عز وجل-، المرسل الخفي استحدثه العلماء المتأخرون،

احفظوا هذا غاية في الأهمية، غاية في الأهمية، غاية في الأهمية، 👇
 علماء الرواية عندهم الانقطاع على نوعين: إرسال وتدليس فقط،
كل هذه الأنواع نقولها لطالب العلم للتمييز، ما عندهم شيء اسمه معضل، يسمى انقطاع، والانقطاع درجات، بعض الانقطاع أشد من بعض، إسقاط راوٍ ليس كسقوط راويين، وهلم جرا، المعلق نعم موجود، المرسل موجود، وهو الانقطاع،

قلنا المرسل عند العلماء من علماء الرواية قلنا هو المنقطع عمومًا، هذا قول عند علماء الرواية، وهو أكثر ما يشتهر عندهم، المنقطع هو العام، المعضل لا حاجة لهم به، المرسل الخفي لا حاجة لهم به.

ما الفرق بين الإرسال وبين التدليس؟
الإرسال ليس فيه إيهام، والتدليس فيه إيهام، هذا هو الفرق.

إذن الآن عند علماء الرواية عندنا تدليس وإرسال، الإرسال هو الانقطاع عمومًا، ولا يقصد الراوي الإيهام في هذا، أما المدلس فيقصد المدلس الإيهام، فهذا هو الفرق بينهما.

المرسل الخفي عرفه العلماء المتأخرون قالوا:
 المرسل الخفي هو الحديث الذي رواه الراوي عمن عاصره ولم يسمع منه ولم يلقه، إذن المعاصرة موجودة، اللقاء والسماع منتفيان، اللقاء والسماع منتفيان كما بسطنا هذا قبل قليل.

كيف نعرف أن هذا مدلس، وكيف نعرف أن هذا مرسل؟ هذا راوٍ مدلس، وهذا راوٍ مرسل، كيف نعرف؟
ما عندنا، نحن لم ندرك زمن الرواية، ليس الرواة بين أيدينا، فلابد أن ينص عالم من علماء الجرح والتعديل على أن هذا الراوي مرسل أو مدلس، فإذن الآن كيف الآن في زماننا هذا كيف نعرف الإرسال والتدليس أو أن الراوي مرسل، أو أن الراوي مدلس؟ عن طريق أن ينص علماء الجرح والتعديل، تراجع بطون الكتب في كتب الجرح والتعديل، كتب الرجال،
فيقول لك: هشيم مدلس، فلان الأعمش يرسل ويدلس مثلاً، نراجع الكتب المختصة في المدلسين، كـ"طبقات المدلسين" للحافظ ابن حجر،
أو الكتب الخاصة بالمراسيل كـ"المراسيل" لابن أبي حاتم،
أو "المراسيل" لأبي داود،
أو "جامع التحصيل" للعلائي،
 والمراسيل هنا بمعنى الانقطاع عمومًا،
وليس هو ما قال فيه التابعي، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم .

إذن بهذا يا إخوتي نكون انتهينا من الحديث المردود الذي سبب رده هو السقط في الإسناد، أو الانقطاع بنوعيه، السقط الجلي، والسقط الخفي،

وأنا لخصت لكم الأمر ملخصًا معتصرًا: أن علماء الرواية عندهم كل هذه الأنواع السقط الجلي والسقط الجلي على نوعين: هو المرسل، والمدلس،
والفرق بينهما: أن المرسل لا إيهام فيه، وأن المدلس هو المنقطع انقطاع فيه، سواءً كان من أول الإسناد، وسط الإسناد، آخر الإسناد، التوالي غير توالٍ، واحد أو أكثر، كله يسمى منقطع،

والمنقطع درجات، لما يسقط راوٍ ليس كما يسقط راويان، حين يزداد الأمر شدة فيكون إذا سقط راوٍ الحديث ضعيف ضعفًا يسيرًا، إذا ازداد يصبح ضعيف ضعفًا شديدًا لا ينجبر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق